هل وجدت ندي الامان ؟!


الشمس ساطعة..النيل صافى..الزرع فى أخضرار,الموسم..موسم الحصاد,حالة الفلاحين , سعادة غامرة ,والسبب معروف للجميع فإرهاق اربعة شهور من العمل على الأرض وتنميتها,وتهيئتها للزراعة,ثم القاء البذور,وانتظار النباتات وهى تنمو مع الوقت,والأهتمام برعايتها طيل الوقت,كل هذا الأرهاق اصبح له نتيجة وجائت تلك اللحظة لحظة نضوج الزرع وانتظار مكسبه.

لم تصل الأرض الى تلك المرحلة من فراغ بل سبقها ارهاق شديد له  أبطال كثيرون منهم حسام,وعبده,وعبد الحفيظ,وندى..من ندى ؟, انها تبلغ من العمر الان 9 سنوات..لكن دعونا اولا نعود الى الوراء قليلا, قبل 10 سنوات من الان كان منزل الحاج عبد الهادى فى المنيا فى صعيد مصر عكس كل المنازل المجاورة لمنازل العيلة فقد كان يعج بالمشاجرات ولم تكن النفوس بين الزوجين صافية فقد مر كثيرا وهى لم تنجب,وكان زوجها " يعايرها " بذلك دائما, الى ان صرخت زوجته فى مرة  من الألم وكان الحمل,وكانت ندى بعد ذلك,طوال تسع سنوات حملها ابيها ما لا تستحق تحمله,فهى لم يكن لها ذنب انها لم تكن ولد,ولكن حملها مسئولية الولاد, حتى بعد 9 سنوات فى مراحل زرع الأرض كان يجعلها تستيقظ يوميا باكرا,ويعطيها صحن من الجبن الأبيض ومطالبة ان تأكل منه على مدار اسبوع ومعها العيش الناشف. ولا تستطيع الأعتراض.

كانت حالة المنزل ميسورة الحال,وأولاد العائلة فى مدارس الا هى لم تدخل مدرسة,لكن ماذا حدث؟, فى تلك اليوم عادت ندى متأخرة ووجدت معاملة مختلفة من ابيها حتى الجفاء ذهب ونظرت والدتها لها نظرة ذات مغزى,نظرة تحمل معنى انها سيصبح لها أخ, وبالفعل بدأت معاملة ابيها فى التغير باستمرار حتى جاء أخيها.

لكن المعاملة التى تغيرت, تغيرت للأسوأ,
ندى: لماذا يأخذ على كل الأهتمام
الحاج عبد الهادى: هو الولد
ندى: ليس ذنبى
الحاج عبد الهادى: ذنب " امك ", فلا تكلمينى انا

مر ثلاثة اعوام ومرت مواسم الحصد وحال ندى كما هو, الى ان جد جديد, لقد تمت ندى السنة الثانية عشر وحان وقت الأحتفال بها, لحظة احتفال!!, لم يتم الأحتفال بعيد ميلادها من قبل, ما الجديد, اذن؟, نعم هناك مايبعث بالفرح لأبيها ومايبعث بالفزع لديها, فقد اتى عريس..عريس وهى فى عمر يبحث عن عريس المولد ان وجد.

جاءت الأيام بعد ذلك اكثر قسوة فكرت هل تهرب؟, لكن لم تريد الحاق العار بأهلها, فكرت فى الأنتحار, لكن لم تستوعب الفكرة, الى ان حدث فى الأمر حادث, فقد جاء النبأ الحزين,والسعيد على ندى فقد توفى العريس فى حادث سير, تنفست الصعداء ندى, وصرف ابيها النظر عن موضوع الجواز مؤقتا وأحس بأن كان هناك خطأ فى الموضوع.

فكرت قليلا ندى فى الأمر أحست ان الأمر به خطأ هى لم يعد لها قيمة فى الحياة,فكرت ان تلك أفضل لحظة للهروب, استيقظ الأهل لم يجدوا ندى.


ظلوا يبحثوا عنها عدة أشهر اللى ان ملوا البحث, ولكن السيرة لم تنقطع, اما ندى فكانت تسكن شوارع محافظة أخرى ليس لأنها لم تجد منزل,ولكن وجدت فى الشارع الحرية,ووجدت فى الأمان لأنها وجدت من يشبهها, وجدت القسوة أيضا, الشارع غريب به كل الأنواع, أحبت ندى الأستمرار فى الشارع, لكن من رأت هناك هو عمها. هل يأخذها معه؟,هل تستمر فى الشارع؟, اتعتقدون هى 
تفضل ماذا الشارع؟ ام بداية جديدة فى منزل كان قاسيا ؟

كتب : محمد اشرف ابو عميرة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق