حقا انتظرناه طويلا

سعى من اجله الكثير ..فاجتهاد وضغط وتوتر وقلق من اجله فقط حتى نستطيع ان نستشعر ذلك الإحساس الرائع الذي افتقده وخسره من لم يستطع النزول في مثل هذا اليوم ..نعم هو يوم المسح الميداني الموافق 7/5/2015 ..ذلك اليوم الذي اثبت لنا جميعا أننا قادرون على فعل المستحيل. فبعزيمة وحماس وإيمان "وحوش الميدان" وببسمة وأمال هؤلاء الأطفال هانت علينا أشعة الشمس الحارقة فأصبحت كنسمات الهواء اللطيفة في فصل الربيع وباتت الأطفال كالورود الجميلة في الحدائق ولكن الواقع اكبر بكثير من كونهم ورود في حديقة .

واليكم ما حدث ، تم تقسيم " الوحوش" بعد تدريبهم على يد كابتن رياض وفريق الأخصائيين الاجتماعيين بالجمعية المصرية لبناء المجتمع ،على 9 مجموعات كل مجموعة تحتوى على عدة مناطق ولكل منطقة leader للتحكم في سير الفريق . بدأت كل مجموعة بالتجمع في تمام الساعة العاشرة صباحا واتخذ كلا منهم موقعه وبدأ التحرك ، لمراقبة ذلك المجتمع المنظم، مجتمع الشارع الذي ينقسم لفئات عدة فمنهم معرض للخطر فقط ومنهم من يقيم بالشارع بالفعل تحت قيادة شخص ومنهم القائد المسيطر فخلال المسح استطعنا أن نفرق بين هذه الفئات ونعرف مناطق تمركز الأطفال وأسباب تمركزهم في هذه المناطق . تحدثنا اليهم ليس فقط للمسح والحصر بل لنشعرهم بقيمتهم وليستشعروا وجودنا بجانبهم وأيضا لنستمد منهم قوتنا . فأياك أن تظن انهم فقط بحاجة إلينا ، فنحن في اشد الحاجة اليهم . أتعرف لماذا ؟

لان رؤيتهم تشعرك بمدى تفاهتك أمام صبره وكفاحه في حياته فتعود إلى بيتك لإعادة نظرتك لحياتك .

واليكم اروع ما حدث باليوم .. طفل لجأ للشارع هربا من منزله لسوء معاملة أهلة ، فأقنعه إثنين من أعضاء مشروع تنوير للذهاب إلى الجمعية فقامت واحدة منهم باصطحابه إلى منزلها وفى صباح اليوم التالي ذهبوا للجمعية , أرأيتم أنه يوجد أمل ؟

وكان لي حوار مع head مشروع تنوير " احمد سامى" وكان كالتالي  :

" كنت متوقع إن اليوم يكون احسن من كده ؟ "

سامى : لا الحمد لله غطينا اكبر عدد من المناطق رغم إن عددنا قليل مكملش 110 وقعدنا وقت من 8 إلى 10 ساعات أتقسمنا في كل منطقة من 3 لأكتر من 10 أشخاص ، الناس كانوا احلي حاجة في اليوم .

" في أي حاجة مميزة في اليوم لاحظتها ؟"

سامى : أه ناس كثير أول مرة تنزل تتعامل مع أطفال وقدروا يتعاملوا كويس جدا .

شكرا سامى .

أما عن الناس التي جاءت من خارج sencro فكانت ردود أفعالهم بمثابة التحفيز لنا فاحدهم قال انه بانتظار فتح باب الانضمام إلى sencro لشعوره انه من اليوم مسئول عن هذه الأطفال وانه سيسأل يوم القيامة عن هذه البراءة التي يسرقها الشارع منهم كل يوم وحتى انه في حالة عدم الانضمام أيضا سيبحث عنهم كل يوم لأنه شعر منذ ذلك اليوم انه يحتاج اليهم اكثر من انهم يحتاجون إليه.

وختاما ... أريد أن أوجه كلمة لكل بطل يمثل هذا الكيان العظيم: انت إنسان .. أتفهم ما اقصد ؟!

اجل انت حامل لمعاني الإنسانية ..فكرك يجب أن يدرس .. انت الفكرة ..فنحافظ على ما تبقى من إنسانيتنا مع هؤلاء الابرياء ..... واسأل الله العظيم أن يتقبل منا كل دقيقة وثانية قضيت في هذا اليوم الذي حفر في قلوبنا أمل جديد . "شكرا وحوش المسح الميداني"





كتب : يسرا سيد 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق